شهد العالم امس الافتتاح العملي لمونديال 2010 بمواجهة أصحاب العُرس الكروي "جنوب أفريقيا" أمام المنتخب المكسيكي وهي المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 وقد كانت مباراة جميلة مثيرة خاصة في شوطها الثاني، فيما تسلل النعاس الى الكثير من المشاهدين لمباراة السهرة بين المنتخب الفرنسي ونظيره الأوروجواياني والتي انتهت بالتعادل السلبي أداءًا ونتيجة.

أبرز ما كان في اليوم الأول هو حادثة الجزيرة الرياضية والنايل سات، هي حادثة لم نكن نتمنى حدوثها بكل تأكيد لأنها حرمت ملايين المشاهدين العرب من المتابعة الجيدة للمباراة الأولى في مونديال ينتظره الجميع لـ4 سنوات كاملة ... زميلي أحمد عطا لخص المشكلة في مقاله المتميز حين قال أن الطرفين مخطئين سواء كانت الجزيرة التي خدعت المشترين والمشتركين لفترة ليست بالقصيرة وربما بذكاء كبير واستغلال لغباء أو سذاجة المشترين وذلك في حال لم يتضمن عقد البيع بندًا يمنع اذاعة المباريات المتفق عليها على القنوات المفتوحة، وكذلك أخطأ من حاول قطع بث القناة القطرية أثناء مباراة الافتتاح لأنه أفسد حفلة جميلة للعالم العربي الكروي وكذلك لم يستفد شيء سوى القيل والقال ووضع نفسه في مظهر "المشبوه".

أعتقد أن ما حدث اليوم سيتم تداركه بسرعة ولن يتكرر أبدًا لأن عواقبه وخيمة على جميع الأطراف وخاصة المشاهد العربي، وأعتقد أن الحل سيكون باذاعة مباريات المونديال على القنوات المفتوحة للجزيرة لكن بشرط أن تكون تلك المباريات مختلفة عن تلك التي اشترتها القنوات العربية الأرضية .... لكن إن لم يكن عقد الشراء يتضمن بند منع ذلك، فهنا نقول عفوًا "القانون لا يحمي المغفلين".

النقطة الثانية التي سأتحدث عنها في أول أيامنا المونديالية هي المنتخب الفرنسي والذي أصبح بالفعل "الرجل المريض" في كرة القدم والسبب المباشر هو المدرب ريمون دومينيك والذي يمكن إطلاق "فزورة جميلة" حول سبب بقائه حتى الآن في ذلك المنصب الذي يتمناه العديد من المدربين الناجحين للغاية في العالم الكروي.

دومينيك أخطأ في اختياراته للمنتخب الفرنسي خاصة باستبعاد سمير نصري وهو الأكثر قدرات هجومية في وسط الملعب المدافع، ولكن لن نتحدث عن الماضي وسنتحدث عن مباراة اليوم ..... دومينيك أخطأ في التشكيل بوضع ريبري أمام إيفرا على الجانب الأيسر وهنا قتل إنطلاقات الثاني الخطيرة للغاية وفي نفس الوقت قتل الجانب الأيمن الذي تواجد به الحاضر الغائب "جوفو" وخلفه بكاري سانيا صاحب القدرات الدفاعية، بالتالي وجود ريبري على اليمين كان سيُضيف لتلك الجبهة قوة هجومية كبيرة خاصة مع التأمين الدفاعي من سانيا وفي نفس الوقت سيمنح الجبهة اليسرى قوة كبيرة بغزوات إيفرا الممتازة وهنا يُوضع له لاعب يجيد الواجبات الدفاعية مما يجعل تبادل الأدوار مميزًا للغاية.

الخطأ الأكبر للمدرب كان في التغييرات وتأخيرها بشكل غير مقبول، المنتخب الأوروجواياني كان واضحًا أنه يلعب لنقطة التعادل ودون أي أطماع هجومية وهنا كان يجب المغامرة أكثر من الجانب الفرنسي لأن التعادل ليس ما يبحث عنه ..... كان يجب إخراج جوفو من الشوط الأول واشراك تيري هنري ليكون على الجانب الأيسر أو مالودا ويُنقل ريبري للجانب الأيمن ليُمنح فرصة تبادل المراكز مع جوركوف .... كان يجب عدم إخراج أنيلكا بل الزج بمهاجم إضافي بجانبه ليُعادل القوة البدنية لمدافعي الأوروجواي ويُشتت ترسانتهم الدفاعية وقد رأينا كيف أنعش التغيير الثالث الهجوم الفرنسي.

ما يُلاحظ في المباراة أيضًا هو تطبيق الكاتيناتشو من جانب الأوروجواي لكن بشكله القديم الغير مُحدث، أي بشكله الدفاعي فقط دون مخالبه الهجومية التي رأيناها في آدزوري 2006 وميلان 2007 وإنتر 2010 وهنا كان يجب على المنتخب الأمريكي الجنوبي التقدم أكثر للأمام ولكنه مشكلته الأكبر اليوم كانت افتقاد لاعب الوسط الذي يستطيع ربط الدفاع بالهجوم ونقل الهجمة بسرعة للمناطق الدفاعية لفرنسا.

فرنسا افتقدت للحلول الهجومية المبتكرة وظهر دومينيك كالعادة عاجزًا عن الحركة وارتضت أورجواي نقطة التعادل ظنًا منها سهولة المباريتين القادمتين وهو ظن خاطئ تمامًا .... ولهذا جاءت المباراة سلبية الأداء والنتيجة.

شكرا لكـ
موضوع رآئع ..
وما زلنا بانتظار جديدك ,,